الجمعة، 17 فبراير 2012

كلام متقالش










فى يوم مثل باقى الايام بالنسبة له .عاد من عمله متعب وجائع .
أخذ وقتا ليس بقليل كى يحضر طعام ,وضعه عالمائدة وجلس
يتأمله قليلا ولم يأكله .
قام ليبحث عن علبة سجائره ولكن وجدها بعد عناء من شدة الفوضى التى تملىء منزله.
منزله الذى يعيش فيه وحيدا أعزباا .
وبعد أن وجدها أخذ بسيجارة ووضعها بفمه وقبل أن يشعلها رن هاتفه ..كان رقما لا يعرفه ,ولكنه قرر أن يرد فهو بحاجة لان يسمع صوت اى شخص .
رد ..لم يكن يعرف من بالبداية ولكنه كان صوتا مألوفا بالنسبة له .

_ألو ..مين معايا ..

_ألو..ازيك ..ايه اخبارك ..مش فاكرنى ..

_لا أزاى أكيد فكرك طبعا .
وبداخله قلبه ينبض ويرقص من شدة الفرحة فهو لم يسمع صوتها منذ زمنا ليس ببعيد مايقرب من عامان ..منذ ذلك اليوم الذى أخبرته فيه انها ستتزوج .
ولكن بلنسبة لها فهى قد سمعت صوته كثيرا فى اليومين الماضيين ولكنها كانت تغلق الهاتف من دون أن تنطق بكلمة.كانت مترددة فى فكرة الحديث معه .


سألها :
_عايشة أزاى وبتعملى ايه ؟

_مبسوطة جدا الحمد لله جبت بيبى زى القمر من ست شهور.

_ رد وقال لها : بجد ......ألف مبروك .
 وهو بداخله لا يعلم ..هل يفرح  ام يغضب .ولماذا لم يكن هذا الطفل منه هو ..ابنه وابنها ؟؟

_وأنت مفيش حاجة فى السكة ؟
_أيه يعنى قصدك أنى أجيب بيبى.
 وضحكة باردة أختلط فيها صوتهما الاُثنان  معاُ .
وبداخلها تقول  ..... يااااه وحشنى أوى صوت ضحكتك  ويا ضحكتى زى مايكونوا بيعزفوا أحلى موسيقى.
وبسرعة رجعت  لتسأله قبل أن يزيد الصمت ويشعر بوحشتها له.

_لا قصدى يعنى مش ناوى بقى تعقل وتتجوز وتجيب طفل ؟

_ لا  أنا مبسوط أوى بحياتى كدة  بعمل اللى بيرحنى واللى بحبه من غير ماأخنق حد ,وهو من جواه بيقول أزاى أحب واحدة بعدك وأنتى كنتى كل حاجة فى حياتى.

 _طب وبتعمل ايه فى حياتك غير شغلك؟

 _ولا حاجة ..... برسم , أسمع موسيقى , بطلت أخرج كتير بقيت بيتوتى أوى يمكن عشان الناس بدأت تنسحب شوية بشوية من ملل حياتى  مش عارف بس مش متضايق.. أه أوقات بحس أنى لوحدى لكن عايش , مبسوط يمكن أوقات واأوقات لا, بس ادينى عايش يعنى

_تعرف أنك أتغيرت ..

_لا لا مش للدرجة دى ,أنا زى منا بس بدل ماكنت بدخن كتير بقيت بدخن بشراهة ,وبدل ماكنت  محبط بقيت يائس, وبدل ماكنت حزين بقيت مكتئب.

_ وليه كل ده .الدنيا لسه بخير يعنى ,هو أنت متلخبط شوية بس ,مش فاهم نفسك يمكن؟؟


_مش عارف.


تحدثا كثيرا,وضحكا كثيرا وصمتا كثيرا


وبعد فترة من الصمت فجائها بقوله :

_أناعايز أقولك .....أنا أسف


_أسف !! على ايه ؟

_أنتى عارفة كويس على ايه ..ولو مش عارفة .فأنا أسف عشان فى يوم من الايام كان متهيألى أنى أقدر أعيش من غيرك وأقدر أشوفك مع حد غيرى
أسف عشان كنت أنانى وكنت بفكر فى نفسى ومستقبلى أكتر من أى حاجة ونسيت أنك كنتى لازم تكونى مستقبلى.

_متهيألى يعنى الكلام ده كله مفيش منه أى فايدة .ولا أنت شايف ايه ؟

_أنا أسف بس أنا حسيت انى لازم أقولك كدة .يمكن لو مكنتش قلت الكلمتين دول كنت أنفجرت .بس أنا جوايا كلام كتير لسه متقالش
وعايز أقولهولك بس...


_لا بلاش تقول أى حاجة, أنا عارفة كويس اللى أنت عايز تقوله عشان هو نفس اللى جوايا, بس مبقاش ينفع يتقال يمكن لو كان أتقال قبل كدة بكام سنة كان غير حاجات كتير .بس دلوقتى خلاص مينفعش..
الكلام لو متقالش فى وقته مينفعش يتقال فى وقت تانى .حيبقى ملهوش معنى .أسفة لازم اقفل زى مانت سامع زين بيعيط .


_زين!!!!!!!!


_اه زين أبنى .

_طيب اتفضلى .

_سلام
_سلام

أغلق الهاتف وهو يعلم أنها مازالت تحبه ولكن ليس هناك حل .
ثم أبتسم للحظة عندما أدرك أن زين أسم أبنها هو نفسه الاسم الذى كان قد أتفقا أن يسمياه لابنهم اذا تزوجا.

ظل وقتا ليس بقليل نائما على فراشه يتزكر كل حرف وكل كلمة قلتها ..تزاكر مواقف عديدة مرت بهم .. وبعدها قام وأكل بشراهة كل الطعام الذى كان قد أعده ولم يأكله قبل أن يتحدث معاها ولم ينم فى تللك الليلة من شدة ساعدته لحديثه معاها وهو يعلم أن هذة المكالمة يمكن ان لاتتكرر مرة اخرى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رايك اية