الأربعاء، 17 نوفمبر 2010

كتب لازم تقراها (حجرتان وصالة)



                                                  
                                                
سأتحدث  عن أحد الروايات الرائعة وهى رواية حجرتان وصالة للكاتب ابراهيم اصلان وهى صدرت عن دار الشروق فى طبعتها الاولى فى عام 2009 وصدر منها الطبعة الثانية هذا العام
بداء الكاتب الكبير ابراهيم اصلان بالكتابة والنشر فى عام  1965
وفى عام 1971 صدرت مجموعته القصصية الهامة (بحيرة المساء) ومن ثم نشر مجموعة من الرويات والقصص والنصوص السردية منها (عصافير النيل) وهى ايضا واحدة من اروع ماكتب وفى عام 1992 تحولت روايته الهامة ((مالك الحزين)) الى واحد من اهم افلام السينما المصرية ( الكيت كات).
.

سأبداء بالحديث عن الغلاف الرائع للفنان محى الدين اللباد والذى يحتوى على صفحة الوفيات فى الجريدة  والجرائد فى الرواية هى كانت احد الاشياء الهامة فى حياة بطل الرواية فهى بالنسبة لشخص متقاعد تسليته الوحيدة  مع كوب الشاى.
 علبة كبريت, غطاء المياه الغازية ,والطبق المكسور وعند قرأتك للرواية ستعلم ان هذا الطبق له حكاية كاملة داخل الرواية التى تحتوى على 28 حكاية وهذة الحكاية اسمها (الرجل الذى كسر الطبق).

 وقد اضاف الكاتب الى الرواية الى جانب عنوانها المعبر  حجرتان وصالة اروع وصف وهى انها متتالية منزلية فالرواية تتحدث عن المواقف اليومية العادية التى تحدث بين رجل وزوجته يعيشان معا بعد ان كبر بهم العمر وبعد ان تزوج اولادهم وبعد ان خرج الاستاذ خليل وهو بطل الرواية الى  المعاش وحالته النفسية بعد وفاة زوجته التى كانت تشاركه كل تفاصيل حياته والوحدة التى كان يعيشها من بعدها.
عند بداية قرأتك للرواية ستشعر وان المواقف التى تقابل الاستاذ خليل مواقف بسيطة تحدث يوميا وانه ليس من الصعب على احد كتابتها ولكن مع اسلوب اصلان الرائع فى وصفه لكل شىء بتفاصيله الصغيرة  وكلماته البسيطة الخاليه من التعقيد بالاضافة الى سخريته من هذة المواقف يجعلك تشعر بدفىء كل شىء وقيمة كل شىء فى المنزل فاحساسه بكل تفصيلة فى المنزل حول هذة الاشياء اللى كائنات يتعامل معاهابالاضافة الى اسلوب اصلان فى سرده لتفاصيل الرواية فهى على لسان اصلان وليست على لسان  البطل كل هذا يجعلك تشعر بالبساطة  فى اسلوبه بدون تعقيد وهو مايلائم الحياة اليومية البسيطة  .
التلفزيون, الجرائد, الكنبة التى كان يجلس عليها فى الصاله يشرب كوب الشاى جميعها اشياء فى نظر اى شخص عادية ولكنها بالنسبة له حياته وصفه الدقيق للبيت وحجرتاه الكبيرة  التى كان بها البلكونة التى كان ينظر منها ويعرف ما يدور بيالشارع والصغيرة التى كانت لاتحتوى على بلكونة وصفة لملامح الحارس  الضخم  وزوجته.
اروع مايلفت انتباهك فى الرواية هى العلاقة بين الاستاذ خليل وزوجته التى تبدا فى الرواية ببعض من روح الدعابة الى ان تتحول بعدها لخوفه الشديد من ان تتركه وتموت فكلما كانت تختفى عن نظره يظل يبحث عنها فى الغرف ليجدها تقوم بشىء ما او يقوم ببعض الدجةالتى قد تلفت انتبها لتشعر هى وتبداء الحديث فيتاكد انها مازالت على قيد الحياة وكلما رأها نائمة ذهب ليتاكد انها مازالت تتنفس الى ان تأتى تلك اللحظة التى كان متخوف منها كثيرا لحظة وفاتها :
"كانت تجلس على الفراش الكبير مائلة فى الحجرة شبه المعتمة بجسدها المنهك وشعرها الابيض المربوط عندما ارتفع صوت جرس التليفون فى الفيلم المعروض بالتلفزيون فى الصالة وهى سمعت هذا الجرس وقالت ((حد يرد على التليفون يا ولاد))
ومالت الى جانبها الايمن ولم تقم بعد ذلك."
وتصوير اصلان  البديع لشعور الزوج  عند ذهابه ليعلمها ان الصوت كان من التلفزيون ووجدها فى هذا الوضع وذهوله وعدم تصديقه لما حدث:
"راقبهم من بير السلم وهم يحملونهاملفوفة ويضعونها فى الصندوق الخشبى ثم يغطونهزولما تحركوا الى الخارج نزل وراءهم ووقف فى مدخل البيت وتابعهم  وهو فى ذهول"
ليواجه هو باقى حياته بمفرده لنهاية الرواية يتذكر كل شىء كانت تفعله هى فى المنزل كلامها جملتها الشهيرة  التى كانت تقولهاعندما تجد زجاجة بدون غطاء (ياريت اللى يشرب من قزازة,يبقى يرجع الغطا مكانه) ظل يتذكرها ويتذكرها كلامها ومواقفهما سويا وقصة وفاتها التى كان يحكيها لكل من يقابله.
 ليبداء فى التفكير فى الخروج من عزلته للجلوس مع اصدقائه ومواقفه معاهم.
فى الرواية بعض الجمل التى قد تاثر فيك كثيرا منها:  "الانسان كلما تقدم فى العمرفوجىء باشياءلم تكن فى باله أيام الشباب"
"جلس فى الصالة يتأمل السيجارة ويدخن ويفكر كيف انه زمان عندما تساقطت بعض أسنانه كان توقف عن الضحك بفم مفتوح واكتفى بالابتسام
وعندما خلا فمه تماما من الاسنان اصبح يضحك بفم مغلق ويستخدم عينيه وبقية ملامحه فى التعبير عن لحظات الانبساط التى تصادفه"
أتمنى ان تستمتعوا بقراءة هذة الرواية لانها تستحق القراءة

كتب لازم تقراها